أيُّها العَالَم سَجِّلْ: أنا مَجْنُـــــــــــــووووْن!

أيُّها العَالَم سَجِّلْ: أنا مَجْنُـــــــــــــووووْن!

[size=25]كل عام.. تُقرعُ الاجراس..

وكل يوم.. تَقرع المآذن أبواب المدينة..

وكل لحظة تنثر غربان الشر فضلاتها الهمجية على ارض بلادي..

وسيد البلاد،، هو ذاك..

جالس على ذاك الكرسي مشلول الأطراف..

ويحتسي القهوة العربية ويلمع سيفه كل حين..

زملاؤنا..يرددون دائماً..

يطالبوننا أن نكون حياديين ومهنيين!!

ويردوننا أن نكون على أعلى درجات الالتزام وتطبيق القانون حرفا حرفا،،

وأن لا تطفوا مشاعرنا بأي حال من الأحوال على قلمنا المجرد من "العاطفة"..

وبنظرهم..

سأكون؛

متهما ً بالخيانة الأدبية العظمى وبالانقلاب على دستور المهنة الصحفية،
إذا ما بكيت وأنا أذيع خبر تمزيق جسد أخي البرئ، وتناثر أشلاء أختي
العروسة،

بتدخل عسكري "شرعي وقانوني وأنساني يتجنب المدنيين"..!!

وأعداؤنا،، أو ...عفواً..وبدبلوماسية وروح صحفية،، فلأسميهم: الطرف الآخر من غير الأصدقاء..!!

يريدون

باختصار..

يريدون؛

أن أتجاهل صراخ أمي ووجدها على شاشات التلفزة..

أن أضع "الموسيقى الهادئة" في أذني وأنا أتلو أرقام الضحايا وبينهم أطفال حيّنا ..

أن أجيد تمارين التنفس وفنون اليوغا واستخدام المساحيق لاخفي قَسَمَات
الحزن والقشعريرة من مشاهد الرعب الحقيقي ودم اهلي المسفوح بلا ثمن..

يريدون..

أن نكون خُشُباً مسندة أمام طوفان الكون..

أن نفرح بالأعياد أيام المصائب،،

أن نتعبد بالصمت ساعات المعصية،،

ونتحلى بالهزيمة ونكفر بالمروءة والشجاعة لحظات الهوان وهتك الحرمات..

يريدون،،

أن نتخنّث في مواقف الرجال،،

يريدون..

أن نلتمس لجماعة "الجلادين" والمؤيدين، الأعذار ونختلق التبريرات
والتوصيفات ونعدّل المصطلحات، ونحذر من تسمية الأشياء كما هي وكما يجب أن
تكون بحالها المجرد العاري وغير المبرقع..

يريدون منا،، وكما يريد بعض من الداعرين من اشقائي وابناء عمومتي..

أن ننزف مبتسمين قائلين لذاك "الغريب" سلمت يداك، وهل من مزيد..!

هكذا يريدون...

أليس كذلك؟؟؟

إنه زمن الدخان وهلامية الأشياء ورمادية القضايا..

زمن اللا حرب واللا سلم..

اللا وحشية واللا انسانية..

إنه زمن اللامنطق..

وزمن لا يشبه زمانا ًمضى..وربما آخر لن يأتي..

فمن غير المنطق أن تتعامل بالمنطق مع أشياء غير منطقية!!

فما الفرق إذن..

بين البكاء والحِداء؟؟

بين القلم والحذاء؟؟

أقول:

عندما يكونُ المَنْطِقُ مِهْنَةَ مَنْ لا مِهْنَةَ لَهُ!!

بعد العراق وفلسطين......

من الواجب على العقلاء منا أن لا يكونوا كذلك بعد اليوم..

فليحيا الجنون..

إذا كان يعني:

أن أبقى حيا في وطني؛ [/size]